الاثنين، 9 يوليو 2012

الحافة : قصة بلاد النيلين في 2012.







اليوم و كل الأيام القادمة ، تلتقون معي أحبتي في سلسلتي الجديدة لمتابعة الأحداث الحالية في ربوع بلاد النيلين ، وهي محاولة مني للتوثيق اليومي لما يحدث في البلاد آملا نشرها كاملةً في يوم تنعم فيه بلادنا بالحرية حتى تعلم الأجيال كيف هو تاريخ البلاد بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة و الرؤية الموجهة ، فكلي عِلمٌ أنه في حالة نجاح هذه الثورة ستسعى كل الأحزاب السياسية السودانية بكل ما أؤتيت من قوة إعلامية إلى تجيير الثورة لصالحها و أنها ما كانت لتقوم لولا وجودهم في الساحة السياسية السودانية.

أما الإسم فقد إخترته لأنه برأيي يعبر عن الحالة التي تعيشها بلادنا اليوم ، فهي حرفيا على الحافة ، فإما هوينا و إما اجتذبناها نحو بر الأمان بتعاوننا مع بعضنا البعض .
 سأقوم بصورة دورية شبه يومية محاولة تدوين وجهة نظري و هي ليست بشيء صواب أو خطأ بقدر ما هي وجهة نظر لمواطن سوداني مهموم بشأن بلاده.

و تدوينة اليوم هي مقدمة وشرح لما يتبع من تدوينات ستقوم بجرد الأحداث على أهميتها و إنعكاساتها على مستقبلنا و مستقبل بلادنا. وقد فكرت أولا في إنشاء مدونة منفصلة بعنوان الحافة ، إلا و انني منعا للتشتيت و لعلمي مسبقا بأن معظم إن لم يكن كل تدويناتي في مقبل الأيام ستدور حول أوضاع البلاد فقد قررت كتابة سلسلة الحافة ضمن مدونتي الشخصية و كما قلت أملا في نشرها يوما ما في كتاب يجمعها كلها إذا ما قدر الله لنا الحياة في وطن ديمقراطي.

سأبدأ أولا بالتعليق على مكالمتين هاتفيتين كنت قد أجريتهما ليل أمس مع أخي و أحد أقرب أصدقائي و بالطبع تناولنا فيها شأن البلاد بالتعليق و محاولة التنبأ بما قد يحدث و قد سمعت منهما لا أدري إذا ماكان قد أثلج صدري أو أدمع مقلتي فهلموا لنرى ماذا قالوا:
فقد أجمع الإثنين على أن الوضع في البلاد على شفا جرف هاو ، وكيف أن السلطة لا تدري كيف توفق أوضاعها مع شعبها ، حدثوني عن توقف جميع حملات المرور المسعورة التي كانت من ثوابت شوارع العاصمة القومية كما يحلو لنا أن نطلق عليها في محاولة من العصبة لتجنب استثارة المواطنين ، كما حدثوني أن العصبة أولي البأس قد رفعوا الحظر عن جميع المواقع الإباحية في محاولة رخيصة منهم لتشتييت الشباب و شغلهم ، على انني ارثى لحال حكومتي إذا كانت تظن أن جل ما يشغل عقل شبابها هو الإباحية ، فبالله عليكم خبروني كيف بمن هو جائع أن يشبع شهوة !؟
و اما الحدث الآخر الذي حدثني عنه صديقي فكان يتعلق عن أزمة قد تشهدها البلاد قريبا تتعلق برغيف الخبز و كيف أن الحكومة قد قررت تخفيض الكوتة المقررة لكل المخابز و هذا محصلة شح المخزون الإستراتيجي من العملة الصعبة . أخبرني محدثي أيضا عن شائعات في العاصمة لإجتماع بين حاتم مالك (من أسرة إبراهيم مالك ، المالكة لمجموعة ويتا للغلال) و بين شعبة الأمن الإقتصادي ، و كيف أن حاتم مالك ذرف الدموع (حرفيا) حزنا على ما آل إليه حال البلاد و عن استحالة عملهم في ظل الظروف الحالية بما أن بنك السودان المركزي قد أخل بالإتفاق بينهم على تزويدهم بالعملة الصعبة لشراء إحتياجات البلاد من القمح من السوق العالمي ، كما أن الشائعات تتحدث أيضا عن سفر حاتم مالك إلى الولايات المتحدة الأمريكية و إغلاقه لجميع هواتفه النقالة لعلمه بما سيؤول إليه الوضع في مقبل الأيام. و تتحدث الشائعات أيضا عن إغلاق مصانع و مطاحن ويتا للغلال لأبوابها في مطلع الأسبوع القادم أو بعده.

الحدث الثاني الذي يستحق التعليق عليه اليوم هو الإجتماع التاريخي لأطباء السودان في مستشفى الخرطوم و إعلانهم عن تكوين نقابة الأطباء في تحدي واضح و معلن للعصبة أولي البأس ، و بالرغم من التساؤلات التي تدور في خلدي بكيفية سماح العصبة بتكوين جسم نقابي في ظل الظرف الحالي للبلاد و سماحهم بقيام الإجتماع من أصله إلا أنني لا يحق لي أن أحكم بما لا أعلمه  و بحكم انني من هذه الفئة المظلومة  ( فئة الأطباء) فإنني أولا أهنئ نفسي و كل زملائي بنقابتنا و عسى الله أن يحق بها الحق لتكون السيف الذي نقاتل به العصبة ، و ننتظر منهم أفعالا لا أقوالا حتى يزول الريب الذي حاك في قلوبنا تجاه سهولة تكوينها و وقوف العصبة موقف المتفرج منها. ننتظر منهم إنتزاع حقوق المرضى قبل الأطباء و إعادة الحياة لمؤسسات البلاد الصحية التي شاخت و أصبحت في حد ذاتها سببا لقتل مواطني بلادي بنقص المعدات و قلة الكوادر العاملة و ضعف تدريبها.

الحدث الثالث وهو خروج مظاهرات متفرقة في مجمع شمبات جامعة الخرطوم ثم تبعهم اخوتهم في مجمع شمبات جامعة السودان و هي أحداث أصبحت شبه عادية لتكرارها في الأيام السابقة.
سأختم اليوم بخبر يمر في الشريط الإخباري المتحرك في قناة النيل الأزرق عن نقلهم للقاء مزمع موجه من علي عثمان محمد طه لعموم الشعب السوداني يناقش فيه الأحداث الحالية و الأوضاع في البلاد ، فيا ترى ماذا سيدعونا في هذه المرة بعد أن وصفنا بالكسل في المرة السابقة !! ماذا سيرينا هذه المرة بعد أن أطلعنا على تفاصيل راتبه (القليل جدا) في المرة الماضية ؟؟ هل سيطلعنا على فيلته و مزرعته كما فعل السيد الرئيس في لقاءه مع النيل الأزرق؟        حسنا ، دعونا لا نسبق الأحداث ، فقط نصيحتي لمرضى السكري و الضغط بأن يتأكدوا بأنهم قد تناولوا أدويتهم قبل بداية الحلقة ، كما انني أنصح مرضى القلب بعدم مشاهدة اللقاء حرصا مني على صحتهم و إلا ... لا يلومون إلا أنفسهم .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق