الأحد، 11 نوفمبر 2012

الحافة (4) : إذهب إلى السعودية مريضا و نأتي بشخص آخر رئيسا

حسنا عزيزي القارئ ، ما سأكتبه هنا هو محض أفكار تراودني منذ مقدم رئيسنا الهمام للعلاج في المملكة العربية السعودية ، و لعلها نظرية المؤامرة و عنصر الشك الذي زرعه فينا العصبة أولي البأس بدسائسهم التي لا تنتهي .
لفت نظري "ستاتس" منشور على حائط أحد الأصدقاء في الفيسبوك و هو لا يستبعد ان ما يحدث هو عبارة عن مخطط جديد من الكيزان للهروب ، ومع انني استبعدت ذلك الخيار في البداية على أنني و بعد تفكير ملي وجدتها غير مستبعدة البتة بل أن الكثير من الشواهد قد تعضد هذه النظرية إذا ما وضعناها قيد الإختبار و الأيام وحدها كفيلة بإثبات صحها من خطلها.
أما الخواطر التي مرت على بالي فهي عن التوقيت ! جميعنا يعلم ان المرض "لا أراكم الله مكروها" ليس له توقيت بل هو إبتلاء من الله لعباده ، لكن أيضا ألا يبدو التوقيت غريبا بعض الشيء ؟؟
فجميعنا يعلم أي "زنقة" يوجد فيها الجماعة و جميعنا يعلم أن "أم" هذه "الزنقات" هو أمر القبض الصادر من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس البشير و أن الحصار المضروب عليه شخصيا يصعّب من أمور قيادة الدولة إلى حد بعيد كما ان معظم دول العالم و على وجه الخصوص الدول الغربية و أمريكا ترفض أي تفاوض مع حكومة السودان في ظل وجود الرئيس البشير على سدة الحكم. و بالتالي قد تبدو المعجزة الإلهية لحكومة المؤتمر الوطني هو مرض يصيب البشير فيقعده عن السلطة في بلد هي من أكبر حلفاء الدول الغربية في المنطقة ، كما انه مريض و يخضع للعلاج و بعيد عن الإعلام ، فيضرب العصبة أكثر من عصفور بحجر واحد ، فالآن بإمكانهم مضغ اللبانة المسيخة للإستهلاك الداخلي بأنهم لم يسلموا كديسا للمحكمة الجنائية كما يمكنهم من الإحتجاج لدى الدول الغربية بأنه ليس من العدل محاصرة السودان بسبب شخص لم يعد موجودا داخل البلاد أو على سدة الحكم حتى ، بالإضافة إلى إعادة تسويق أنفسهم مرة أخرى للشعب السوداني بشخصية جديدة تقدم الكثير من الوعود بأن ما فات قد مات و بأننا موعودون برفاهية سيحسدنا عليها قاطني إمارة دبي ، تماما كما هو ديدنهم.
ما لفت إنتباهي أيضا هو غياب الياوران المرافق للرئيس ، و إني إذ أعتذر بأني لست بذي علمٍ في أمور البروتوكولات الرئاسية و ما إلى ذلك ، على انني دائما ما كنت أرى نفس الياور مرافقا للرئيس في جميع رحلاته الداخلية و الخارجية حتى أن صورته مطبوعة في ذهني تماما رغم عدم معرفتي لإسمه و لذلك كان أول ما لفت نظري عندما رأيت الرئيس البشير يخطب في السفارة السودانية بالرياض هو غياب الياوران المرافق ووجود ضابط عظيم آخر من البلد المضيف ! لا أدري هل هذا صحيح أم أنه يصب في تأييد ما ذهبت إليه !
أيضا عزيزي قف قليلا و تأمل في طبيعة المرض .. الحنجرة !! الكلام !! الثرثرة ... حسنا ، نعلم تماما أن الرئيس عمر البشير هو أكبر مستهلك للشعارات في الحكومة كلها و كثيرا ما سمعنا منه كلاما سرعان ما تم ابتلاعه من شاكلة الحشرة الشعبية و البترول ما حيعتب و لن يطأ أرض السودان جندي أجنبي ، على أني لا أقتنع أن الجزاء من جنس العمل بهذه المثالية ، فلربما يكون إختيار نوع المرض لتبرير الصمت التام منه و عدم الحديث في المستقبل !! لا أدري فكما أقول هي محض أفكار ..
أيضا لاحظنا الغياب التام لأي ترحيب سعودي بالزيارة أو تمنيات بالشفاء أو ما شابه ذلك ، و بحكم معرفتي بالشعب السعودي و مودته فإن ذلك يبدو لي غريبا بعض الشيء و كأنما هناك تنبيه مسبق من السلطات بعدم الخوض في هذا الموضوع و إن بدا غير ذلك ،  ذكرني قليلا بوجود زين العابدين بن علي ، لم نسمع أي شيء عنه من الجانب السعودي و كل أخباره كانت تظهر على شكل تسريبات من قبل بلاده فهل شرب البشير من نفس الكأس !!؟
 هل هي تأشيرة خروج من السودان بإتجاه واحد فقط ؟!؟

إنا ههنا منتظرون .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق